قالـت السمكـه للبحـر :
لن تستطيـــع
” أن تـــرى دمــــوعي أبـــداً ”
لأننـــي فــــي المـــآء
رد البحــر قائــــلاً:
لكننــــي أستطيـــع ان أشعـــر بدموعك..!!
” لأنـــك فـــي قلـــــبي”
هكــذا نحــنُ ؛
لا يشعـرُ بنـا غيـر مـن نسكُـن قلبــه بصــدق
عروة بن الزبير قطعت رجله لمرض أصآبه.
وفي نفس اليوم مات أعز أبنائه السبعة على قلبه
بعد أن رفسه فرس وقتله .
فقال عروة : اللهم لك الحمد وإنّا لله وإنّا إليه راجعون ,
أعطاني سبعة ابناء وأخذ واحداً , وأعطاني أربعة أطراف
وأخذ واحداً
إن إبتلى فطالما عافا , وإن أخذ فطالما أعطى,
وإني أسأل الله أن يجمعني بهما في الجنة.
ومرت الايام … و ذات مرة دخل مجلس الخليفة,
فوجد شيخاً طاعناً في السن مهشم الوجه أعمى البصر,
فقال الخليفة : يا عروة سل هذا الشيخ عن قصته.
قال عروة : ما قصتك يا شيخ؟
قال الشيخ : يا عروة اعلم أني بت ذات ليلة في وادٍ ,
وليس في ذلك الوادي أغنى مني ولا أكثر مني مالاً وحلالاً وعيالاً , فأتانا السيل بالليل فأخذ عيالي ومالي وحلالي.
وطلعت الشمس وأنا لا أملك إلا طفل صغير وبعير واحد.
فهرب البعير فأردت اللحاق به , فلم أبتعد كثيراً حتى
سمعت خلفي صراخ الطفل فالتفتُ فإذا برأس الطفل في
فم الذئب فانطلقت لإنقاذه فلم أقدر على ذلك فقد مزقه
الذئب بأنيابه , فعدت لألحق بالبعير فضربني بخفه على وجهي ,
فهشم وجهي وأعمى بصري!
قال عروة : وما تقول يا شيخ بعد هذا فقال الشيخ :
أقول اللهم لك الحمد ترك لي قلباً عامراً ولساناً ذاكراً.
هذا هو الصبر .. هؤلاء الذين بشرهم الله بقوله :
( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )
ماهي مصائبنا لكي نحزن ونتضايق؟!
هل تقاس بمصائبهم؟!
هم صبروا فبشرهم الله ، ونحن جزعنا فماذا لنا ؟!
ربنا لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه
تعيش بين أهلك
تتمتع بالصحة والعافية
تنام على ( فِراش ) خآص بك
تأكل و تشرب وتخرج وتعيش بأمان!
ولاتشعر بآلخوف حولك
وكل ماترغب به تحصل عليه
إما بوقته أو بعد حين
تضحك وتتحرك وتتمتع بِكامل
( قوآك العقلية وآلجسدية)
لكن تكتب بالرسالة الخاصة
(يا همومي ارحميني مآعآد أقوى على الصبر)
(يا موت خذني كم بدنيآي عآنيت)
وتتصنع الحزن
وتضع صور لأناس يبكون ويتألمون
أريد أن أعرف ”
عن أي حزن يتحدثون
احمدوا الله’ واشكروه فإنكم لاتعلمُون
ماهو ( الهمّ ) والخوف والفزع وآلجوع وآلتشريد
أخشى أن يبتلينا الله لنذوق حقيقة مانكتب!
تأملوها رُبما البعض يتغير عن تصنع الأحزان .